Pages


Monday 21 January 2013

الشغف و الحضارة




إن كنت ذهبت إلي الأقصر و أسوان في يوم من الأيام فإنك بالطبع كنت مهتما بالصور و التصوير. عن نفسي فقد ضمنت كم لا بئس به من الصور- و بطبيعة الحال عدد أكبر من الليكات و الكومنتات- لكني لم أكن تافها إلي هذا الحد، لأن الفيلسوف الصغير الكامن بداخلي بدأ بتحليل كل ما يري و يختزن الصور و التحليلات إلي أن أراد أن تري النور علي الورق. و كان السؤال البديهي و المنطقي و الساذج لماذا قامت الحضارة الفرعونية من الأساس؟ بالطبع الجو و الموقع و قوة الإنسان المصري القديم و ما إلي ذلك من أسباب أُستهلِكَت بشكل لا يوصف في كتبنا المدرسية و مواضيع التعبير علي مر السنوات الدراسية و حتي في الخطابات السياسية المتبوعة بتصفيقٍ حار. إني لست دارس لعلوم الأنسان و لست باحث في مقومات الحضارة، لكني أُريد أن أُضيف لتلك المُناقشات الملاحظة و الشغف. نعم قامت تلك الحضارة المُعجِزة بكل المقايس – و هذا ما رأيت رأي العين- لأن الأنسان المصري كان ملاحظ جيد دقيق و قد تري هذا في أدق التفاصيل في المعابد و المقابر. ففد كان المصري يرسم المصري الجنوبي غير الشمالي في التفاصيل فهذا أبيض و ذاك أسمر و ذو أنف أفطس! أما الشغف فهو ما يحول الحب إلي عشق و السؤال إلي بحث، و إن كان العلم يصنع مثقفاً فالشغف تجاه العلم يصنع فكراً و الفكر لا يموت. و لكن ما العلاقة بين الشغف و الملاحظة؟ كان المصري يلاحظ أدق التفاصيل و الظواهر الكونية و لا يجد لها تفسيراً واضحاً، هنا يأتي دور الشغف لمعرفة الأسباب وراء هذه الظواهر و كانت الإجابة المُقدَمة دائماً الألهة و لكي تتقي شرها و تنول رضاها يجب أن تقيم المعابد و التماثيل. دائماً ما يسعي الإنسان وراء المجهول و من يقدم أقوي و أوضح تفسير لهذا الغامض المبهم يسيطر علي الناس و علي أهدافهم و توجهاتهم، فإن كان الدين أو العلم أو السحر أياً ما كان من تفاسير فهي تقيد الأنسان و ترهق الباحث عن الحقيقة. بعد ذلك يأتي دور الذكاء و الموقع و القدرة و العظمة، فلا حضارة دون دافع و محرك و كان دائما –في حالة الفراعنة- الدافع الألهة- التي تقدم بطبيعة الحال التفسير و تبرّد نار الشعف، فالشغف يلهب و التفسير يحرك. فمثلاً التحنيط ذلك العلم المعجز و الذي وقف أمامه العلم لبرهة من الزمن وُجِدَ لأن المصري لم يعلم أين تذهب الشمس بعد المغيب و من هنا كان التفسير أنها تذهب إلي العالم السفلي و لذا وجب الحفاظ علي الجسد في حالة سليمة. إني لست من البلاهة أن أجحد دور الذكاء منقطع النظير أو الدقة و الأبداع و لكني أعتقد أن كل خبايا الإنسان و قدراتهُ تطفو علي السطح إذا وُجدَ الدافع. أما عن ما تتركه تلك الحضارة، فهي ليست مصدر نتكسب منه في يومنا هذا عن طريق السياحة و شكراً. إن الحضارة إرث إنساني يجب أن تتشاركه الإنسانية التي عَملت علي الإرتقاء بنوعها علي مر العصور فالعلم و الإبداع و الحضارة من الإنسان و للإنسان لا تستعبدها التوجهات ولا الإنتماءات. و أخيراً عزيزي القارئ أي إرث بشري تترك و أي إرث نترك؟! لا شيئ ، إن كنا هنا لنتعجب و لا نضيف، نحلل و لا نعمل فسحقاً لنا. يجب أن نجد دافع أو نوجده من العدم و دائماً كن شغوفاً فإن ما يحرك البشر هو الشغف.  

كتابة: خالد أحمد  

Monday 14 January 2013

كـــومــة ورق



أنا قلت هكتب و أعمل قلق
و أكتب ألف شعر بدل اللي أتحرق
و أصرخ بكل بيت في يوم أتخلق
و هسابق و أكسب السبق
و أرجع حلمي اللي أتسرق
و أكتب للجمال دستور غير اللي أتّسلق
و أجمّع بالكـــلمة كُل مين أفترق
و أفكر الجلاد أنه مش هو اللي بيحاسب..
و مش هو اللي خَـلق..
و إن العبد اللي فينا من زمان أتعتق
بس خسارة محدش سمع..
 و أنا مطلعتش غير بكومة..ورق
كتابة: خالد أحمد
14-1-2013

Wednesday 9 January 2013

فقط كوني..




كوني شمس الشتاء..
كوني ينابيع الماء..
كوني الغرور و الرياء
كوني الهدوء و الشقاء
كوني عاصفتي الهوجاء
أو كوني صخرتي الملساء
سيدتي ..كوني بداية الإنتهاء
لكن أرجوكِ ...
لا تداعبي خيالاً وحيد
خيالٌ طامعٌ يطلب و يريد
خيالٌ جائع يرغب في المزيد
أرجوكِ
لا تكوني رسائل بلا بريد
ولا تكوني دماءاً بلا وريد
و لا تكوني حرية بلا شهيد
إن كان لك وجود فقط كوني ....
كتابة خالد أحمد
9-1-013

Wednesday 2 January 2013

عن فلسفة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر!!




لم أستمتع اليوم بالنزول إلي الشانر- الكشك القاتن بشارع الحرية، حيث مكان التجمع اليومي-  مما أثار حفيظتي. و كان الحل هو التليفزيون. فأستمعت إلي حوار مع الأستاذ/ حسام العشري الداعي لإئتلاف الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر علي قناه النهار مع محمود سعد. فإن كنت أستمعت له أو قرأت عنهُ أو حتي لا تعرفه فإليك الآتي:
إن كان من حقي أن أحلل الأستاذ حسام العشري – أو أفند إنطباعي تجاهه- فهو رجل ذهب إلي أمريكا في شبابه بإنطباع معين عن تلك البلاد، و لكنهُ أُصيب بصدمة ثقافية ( إن لم تستطع التعامل مع الإختلاف الثقافي غالباً ما تنغلق علي تقافتك- أو تتطرف- أو تنساق و تنجرف دون هوية) نوعٍ ما، و لكن نوع الحرية المقدم في تلك البلاد إحتوي توجهاته التي لا يحق لي أن أحاسبه علي توجهاته أياً كانت. و إن كان يحق لي إنتقادها و تحليلها.

ما هو الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر؟ إني لست عالماً أو فقيهاً أو حتي دارس للشرع- فإن كنت تريد رأياً فقهياً فلتبحث بعمق و صدق في جهات موثوقة، و لكن سأُطلعك علي رأيي في هذا المفهوم. الإسلام كأي هيكل ثقافي، روحاني متكامل يسعي- و أسعي معهُ- للحفاظ علي هويتهُ و تقديم فلسفته النافعة عن طريق إنخراط ثقافي مجتمعي مع أي توجه أو نوع من البشر. لذا كان من الطبيعي أن يقوم هذا البناء الإسلامي بمساعدة أفراده علي الحفاظ علي الدين الذي يمثلونه.فإن إتفقت معي-عزيزي القارئ- أن واجب الدين أي يضعك علي الدرب الذي تؤمن به و الذي من المفترض أن يجعلك أكثر حرية و تسامح و تفّهم و إنسانية. فمن هنا فإن خطبة الجمعة – أو هكذا يجب أن تكون بعيداً عن ما قد يحدث من رتابة و عدم تقديم ما هو مؤثر و فعال في الغالب في خطب تلك الأيام- هي أمر بالمعرف و نهي عن المنكر، و التربية، و القيم المجتمعية- السليم منها- هو أمر بالمعروف و نهي عن المنكر لأنها تضعك علي هذا الدرب القويم. فلماذا نبحث عن نموذج نمطي يهتم بالقشور لنقدمه للناس علي أنه أمر بالمعروف و نهياً عن المنكر. فإن التغير باليد مهمة الحاكم و السلطان كما قال إبن تيمية في شروحه.


لماذا لا أقبل النوذج المُقدم- لا أقصد نموذج الذي قدمه العشري بل النموذج المتعارف عليه كمخاطبة الناس في الشارع و التعليق علي تصرفاتهم، و الحقيقة أني لا أجد للعشري مشروعاً أناقشهُ علي أي حال؟؟ لأنه نمطي يفتقر إلي الإبداع أيضاً لا يحترم الحريات، و يعمل علي التفرقة و أخيراً لأن المجتمع لن يتقبلهُ.  قد تظن أني مختل عقلياً فما البداع هنا. نعم إنه يفتقر للإبداع فهو لم يدرس طبيعة الشعب و متطلباته و متغيرات العصر. هي فكرة قائمة علي الكلام لا الدراسة و التأصيل لفكرة الدين، و الإبداع في التقديم مطلوب. بالطبع- سيدي القارئ- أجد أنتهاكا لحريتي في هذا النموذج. إن كنت ستبدأ بنصحي علناً في الشارع فأول ما ستسأل عنه هل أنا مسلم أم لا. إن السؤال يتنافي مع مفهوم المساواة فالسؤال يصنفك طبقاً لديانتك و العجيب أنك إذا كنت مسلماً سأتدخل في خصوصياتك، سيدي أنا مصري و إنسان هل ينفع ؟؟! هل من الممكن تطبيق هذا النموذج علي شعب قد يبدأ خناقة مدمرة بكلمة " بتبصلي كدة ليه" أو " أنت تعرفني"؟؟ لا أظن. ثم إن و "ثيقة حرية التعبير" لا تكفل الكلمات التي قد تسبب مشاجرات، إذا نصيحتك لي في الشارع ليست حرية تعبير حتي. هل إذا و جدت حرامي لا أتدخل لإمساكه لأنه حر؟ منطق ضحل و سؤال سمج. إن الحدود في الإسلام كانت لكل ما يضر المجتمع و فقط فلا حد لتارك الصلاة أو الفاطر في رمضان. لأنه دين منطقي و يحترم الأحرار. أما إذا تدخلت بدافع من الإنسانية للمدافعة عن حق سيدة تُسرق- بالتالي تُنتَهك حريتها من اللص-  فلك جزيل الشكر، و أما إن لم تفعل فهو دور الشرطة بالأساس و لن يلومك سوي الإنسانية. لا تحتاج جماعة لتعلم أن دور الإنسان مساعدة الإنسان. ثم أن لا منطق في قول إن كان مقبولاً التدخل لإقاف اللص و هذا نهي عن المنكر( هو في الواقع إقاف منكر لا نهي عنهُ)، فالتعليق علي خصوصيات المارة مقبول لأنهُ نهي عن المنكر. علاقة غير منطقية عزيزي ، إن تغير المنكر باللسان دور العلماء في شرح إبن تيمية. و أخيراً، هذا النموذج يُشعر البعض بالفوقية و يعطي المدنيين السلطة- حتي و لو نفسياً- لبعضهم فوق بعض بأسم الدين فهو يضر أكثر ما ينفع

إن أردتم تغيراً فأبدؤا بأنفسكم، ثم الوعي و أفهموا الدين فهم الأحرار، المتحضرين ،و أبتسموا و أعملوا.


كتابة: خالد أحمد
2-1-2013 ظنأظ